فضاء حر

الإنفصام الشبكي بين عهد الإمام علي وسلوك كثير من مسؤولي أنصار الله

يمنات

قيس القيسي

يقول الإمام علي عليه السلام في عهده لمالك الأشتر [ ولاتدخلن في مشورتك بخيلا يعدل بك عن الفضل ويعدك الفقر ولا جبانا يضعفك عن الأمور ولاحريصا يزين لك الشره بالجور فإن البخل والجبن والحرص غرائز شتى يجمعها سوء الظن بالله إن شر وزرائك من كان للأشرار قبلك وزيرا ومن شركهم في الآثام فلا يكونن لك بطانة فإنهم أعوان الأثمة وأخوان الظلمة ].

فالبخيل يعدل بك عن ما يلزم الانفاق فيه بخلا ويخوف الحاكم من نفاذ المال وقلته والجبان يعظم له صغار المخاطر ويحجم به عن تقحم المهمات وان دقت فيريه اياها جليلة الخطر والحريص هو أخطر الثلاثة على الحاكم فهو الذي يستزيده من حظه وغير حظه من الدنيا فيجوز له هذه ويطمعه في تلك وهو بهذا يبحث عن فتاته ويستجلب رضاه بعين ان هذه من حقه وتلك كانت لمن قبله وهاتيك لايستقيم الحال الا ان حازها وهكذا.

ويحذر الإمام عليه السلام واليه وصاحبه من إتخاذ من كان عونا للفاسدين من الحكام قبله عونا له فانهم شاركوا من قبله في الإثم وسيسوقونك له ان استطاعوا ولن يناصحوك إن رأوا قدمك تزل في ظلم فنفوسهم مقيمة على الظلم وان تصنعوا لك حسن البادرة كذبا وزورا.

والعجيب أن ترى كثير ممن ولوا مسؤولية ما يلتزمون كل ماحذر منه الإمام في هذا العهد وينأون عن كل ما أوصى به مالك الأشتر وهذا خطير جدا سيما أنهم من المطلعين على هذا العهد بل ويظن بهم انهم قادرون على شرحه وبعضهم يزايد به في المجالس والندوات ولو عرض على العهد لنفاه العهد من ان يكون جنديا أو كاتبا لا حاكما.

وتراهم يتخيرون أعوان من قبلهم من الفاسدين لانهم متمكنون منهم لما شاركوا به من الظلم قبلهم فيصبح الحاكم حاكما بالذلة والأذلة فيتخذونهم نعالا يطأون بهم حاجة الضعيف وضعف المحتاج
وعز الله لا يؤتى لذليل من باب المعصية.

وعلى الصعيد الآخر فيلزم بحسب عهد الإمام علي عليه السلام على الناصح والتابع لمسؤول ما أمور في نصحه مثل ان يكون نصحه حقا بلين لاجفوة فيه وأن يكون في خصوصية مع مسؤوله لا على رؤوس الأشهاد تجنبا للمباهاة ولأن اهم مافي النصح والانتقاد أن يكون خالصا لله لايرجو منه شهرة ولا بجحا للحاكم قد يسوقه لأن تأخذه العزة بالإثم.

إلا إذا كان قد قدم النصح سرا مرارا وتكرارا واصبح في وارد إتخاذ الموقف من ظلامة أو ظالم إذن فليعل بصوته وليجاهر وهذا من عظيم الجهاد المدعو له والمندوب في وجه الظالمين من الحكام.

إن أمثال هؤلاء الحكام لهم أجدر بشغل القيود منهم بكراس يشرفون منها على حاجة الخلق ومنبر استخلاف الله للانسان في الأرض.

فاحذروا فيما تتولون ان تقعوا مواقعهم او تترسموا ظلمهم فكلكم راع في عمله مهما اتسعت مسؤوليته أو ضاقت.

والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله ومن والاه

للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا

لتكن أول من يعرف الخبر .. اشترك في خدمة “المستقلة موبايل“، لمشتركي “يمن موبايل” ارسل رقم (1) إلى 2520، ولمشتركي “ام تي إن” ارسل رقم (1) إلى 1416.

زر الذهاب إلى الأعلى